إحتمال الأذى والصبر عليه (٢)
⤵⤵
قال ابن القيّم -رحمه الله-:
" فالآلام والمشاق إما إحسان ورحمة ، وإما عدل وحكمة ، وإما إصلاح وتهيئة لخير يحصل بعدها ، وإما لدفع ألم هوأصعب منها " اﻫـ .
انظر : (شفاء العليل) (٢٥٠/١)
وقال ايضا رحمه الله:
أن ابتلاء المؤمن كالدواء له يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه أهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته فيستخرج الإبتلاء والإمتحان منه تلك الأدواء ويستعد به لتمام الأجر وعلو المنزلة .
⬅ومعلوم أن وجود هذا خير للمؤمن من عدمه
كما قال النبي -ﷺ- والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء
إلا كان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا لهوإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له .
⤴فهذا الإبتلاء والإمتحان من تمام نصره وعزه وعافيته ولهذا كان أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأقرب إليهم فالأقرب
يبتلى المرء على حسب دينه
فإن كان في دينه صلابة شدد عليه البلاء وإن كان في دينه رقة خفف عنه
ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على وجه الأرض وليس عليه خطيئة).اهـ
"إغاثة اللهفان" - (2 / 188).