یليه إعلامكم عما استخبرتموني عنه أن سيد الوجود صلى الله عليه وسلم في شهر رجب سنة مائتين وألف بعد أن أخبرني بنزول درجة القطبانية، وكل إخباراته لنا صلى الله عليه وسلم یقظة لا مناما، قال لي: "أنت من اﻵمنين وكل من رﺁك یوم الجمعة ویوم الإثنين دخل الجنة بغير حساب ولا عقاب، ولا یدخل النار ولا یراها. سواء كان مطيعا أوعاصيا". فلما رأیت ما صدر منه صلى الله عليه وسلم، تذكرت الأحباب ومن وصلني إحسانهم ومن تعلق بخدمتي وأنا أسمع أكثرهم یقول لي: نحاسبك بين یدي الله إن دخلنا النار وأنت ترانا، فأقول لهم: لا أقدر لكم على شيء. فلما رأیت منه هذه المحبة صلى الله عليه وسلم وصرح لي بها بلسانه صلى الله عليه وسلم، سألته صلى الله عليه وسلم لكل من أحبني ولم یعادني بعدها، ولكل من أحسن لي بشيء من مثقال ذرة فأكثر ولم یعادني بعدها وكذلك من أطعمني طعامه، ولكل من أخذ عني ذكرا، سألته في جميع هؤلاء أن تغفر لهم جميع ذنوبهم ما تقدم منها وما تأخر، وأن تؤدى عنهم تبعاتهم من خزائن فضل الله یوم القيامة لا من حسناتهم، وأن یرفع الله عنهم محاسبتهم على كل شيء، وأن یكونوا امنين من عذاب الله من الموت إلى دخول الجنة، وأن یدخلوا الجنة بغير حساب ولا عقاب في أول الزمرة الأولى، وأن یكونوا كلهم معي في عليين في جوار النبي صلى الله عليه وسلم .فقال لي صلى الله عليه وسلم: "ضمنت لكم هذا كله ضمانة لا تنقطع عنك حتى تجاورني أنت وهم في عليين". وكل هذا وقع یقظة لا مناما. وبعده في مرة أخرى قال لي صلى الله عليه وسلم: “أنت حبيبي وكل من أحبك حبيبي ولا یموت حتى یكون من الأولياء. وقد تفضل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ضمن لي دخول من ذكرتهم الجنة بلا حساب ولا عقاب واستقرارهم في عليين. وأن من ركني فقط غایته أن یدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب ولا یعذب بشرط أن لا یعادیني بعدها، ولا مطمع له في عليين إلا أن یكون ممن ذكرتهم وهم أحبابنا ومن أحسن إلينا ومن أخذ عنا ذكرا فإنه یستقر في عليين معنا، وقد ضمن لنا صلى الله عليه وسلم هذا بوعد صادق لا خلف له، إلا أني استثنيت من عاداني بعد المحبة أوالإحسان فلا مطمع له في ذلك. هذا ما أخبركم به فإن كنتم مستمسكين بمحبتنا فأبشروا بما أخبرتكم به فإنه واقع لجميع الأحباب قطعا، و طلبته أیضا أن یموتوا كلهم على الإسلام، فضمن لي ذلك، و ضمنت الولایة لكل من أحبني أن لا یموت إلا وليا و لو كان على أي حالة، فتمسكوا بعهدنا والسلام