3) قال العلامة عبد القادر بن عبد العزيز: (وهذا الشيخ - أعني ابن باز - من الذين أسرفوا على أنفسهم، وتقلّبت فتاواه لتتفق مع السياسة حيث دارت، ومن هنا اختلفت فتاواه وتناقضت في المسألة الواحدة بين عام ٍ وآخر، انظر على سبيل المثال ما قاله في مسألة الاستعانة بالمشركين في كتابه "نقد القومية العربية" وما قاله في نفس المسألة في حرب الخليج الثانية 1990م، أسأل الله أن يوفقه للتوبة النصوح قبل موته، فإنما الأعمال بالخواتيم) [28].
4) وجاء في نشرة الإصلاح: (ومن أمثلة هذا التناقض الصريح؛ فتوى الشيخ في تحريم الاستعانة بغير المسلمين التي وجهت لجمال عبد الناصر، والتي قال فيها الشيخ أن الاستعانة لا تجوز حتى عند الضرورة، وكان ذلك هو هوى النظام في تلك الفترة، ومرت السنين وانقلبت الصورة فاحتاج آل سعود لقلب الفتوى فانقلب معهم الشيخ ولم يكتف بتجويز الاستعانة للضرورة بل اعتبرها واجبة وآثم من لم يعملها!!) [29].
5) قال الإمام اسامة بن لادن عن فتوى الاستعانة هذه: (... فما حصل يوم أن أباح الملك بلاد الحرمين للأميركيين فأمر علماءه فأصدروا تلك الفتوى الطامة التي خالفت الدين واستخفت بعقول المسلمين، والمؤيدة لفعله الخائن في تلك المصيبة العظيمة، والأمة اليوم إنما تعاني ما تعانيه من مصائب وخوف وتهديد من جراء ذلك القرار المدمر وتلك الفتوى المداهنة) اهـ [30].
6) وقال الإمام اسامة بن لادن ايضاً: (فالناس في بلادنا خائفون من أن يقولوا كلمة الحق, فينبغي التنبه. وقد صرّحوا لنا مراراً - كبار العلماء الذين يشار إليهم بالبنان - عن الخوف الذي يخشونه فيما لو صدعوا بالحق, وقد حدثت من قبل أن أحد كبار العلماء في هيئة كبار العلماء، حدثني عندما كنّا نقول لهم: "إنه ينبغي إصدار فتوى بوجوب الإعداد, على التسليم فرضاً بقولكم أن وجود الأمريكان في البلاد ضرورة", فاعتذر عن إصدار فتوى مع تصريحه في المجلس بأنه حق, وأنه لابد من أن يكون العمل للجهاد في البلاد على أبناء البلاد وأن يخرج الأمريكان, قال: "لكن الدولة لا توافق لنا بهذا", ولمّا قلنا له: "حاولوا عبر هيئة كبار العلماء أن تستصدروا فتوى بذلك", فقال كلاماً، وأنا أشكر له مصارحته لي, قال: "ليس في نظامنا في قانون هيئة كبار العلماء"، قال: "لسنا نحن الذين نبحث القضية ونصدر فيها فتوى، وإنما تصدر الفتاوى في المسائل التي تحال إلينا من المقام السامي" - على حد تعبيره -) [31] اهـ [32].
7) ويقول الإمام أيمن الظواهري: (ونوع آخر من المفتين يدعون إلى طاعة أولياء الأمور، وفي نفس الوقت يعتبرون المجاهدين دعاة فتنة! وهم قد أجازوا الاستعانة بالأمريكان، وباعتبار جيوشهم الجرارة التي سدت الأفق وأساطيلهم الجبارة التي ضاق عنها البحر والتي بلغت مئات الألوف من الجنود الغزاة من "المستأمنين"! ولا ندري من الذي يؤمن من؟ وصدرت منهم فتاوى جماعية بجواز الاستعانة بالقوات الأمريكية لمواجهة النظام البعثي العراقي بدعوى الضرورة، بل وأسبغوا الشرعية على وجود جحافل الكفار الغازية لأقدس بقاع المسلمين، وقد مر على وجود هذه القوات حتى الآن قرابة اثني عشر عاماً بعد انسحاب العراق واستسلامه، قتلت فيها تلك القوات بالحصار قرابة مليون ونصف مليون طفل في العراق دون أن ينطق هؤلاء الموظفون بكلمة واحدة في هذا الشأن، والأمر ليس أمر استعانة بقوات الكفار ضد قوات صدام البعثية، بل الأمر أمر احتلال لمنابع النفط في جزيرة العرب، فلم يكن هناك ضرورة لإحضار الأمريكان، فإن جيوش الدول العربية والإسلامية كان فيها الكفاية والغنى لحماية الكويت أو تحريرها، ولكن هؤلاء الحكام لا إرادة لهم، بل هم صنيعة المخططات البريطانية التي رسمت لهم حدودهم، ونصبتهم على عروشهم، ثم ورث الأمريكان النفوذ البريطاني، وأصبح لهم الأمر والنهي على كل حكام الجزيرة العربية وسائر العالم العربي) اهـ [33].
================================================== ====
[RIGHT]
[21] نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع: الوجه الثالث من الوجوه الدالة على بطلان الدعوة إلى القومية العربية/مجموع فتاوى ومقالات ابن باز/الجزء الأول.
[22] أي مع الرافضة.
[23] لقاء مع مجلة "المجاهد"، عدد (10)، (صفر/1410) هـ، مجموع فتاوى ومقالات ابن باز/الجزء الخامس.
[24] محاضرة مهمة بسبب اجتياح حاكم العراق للكويت/أسئلة وأجوبة بعد المحاضرة، جواب سؤال نصه: (يقول بعض الناس الذين يشككون في فتوى هيئة كبار العلماء بشأن الاستعانة بغير المسلمين في الدفاع عن بلاد المسلمين وقتال حاكم العراق، بعدم وجود الأدلة القوية التي تدعمها، فما تعليق سماحتكم على ذلك؟)، مجموع فتاوى ومقالات ابن باز/الجزء السادس.
[25] المصدر السابق.
[26] "عمل صدام عدوان أثيم"، مقال نشر في جريدة "الجزيرة"، (26/1/1411) هـ، مجموع فتاوى ومقالات ابن باز/الجزء السادس.
[27] محاضرة بعنوان "موقف المؤمن من الفتن"، ألقاها في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، (14/5/1411) هـ، ونشرت في الصحف السعودية، مجموع فتاوى ومقالات ابن باز/الجزء السادس.
[28] الجامع في طلب العلم الشريف.
[29] النشرة رقم (28)، (23/9/1996) م، بعنوان "ابن باز بين محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية"، وهي ملحقة بهذه الرسالة!
[30] توجيهات منهجية (2)، للشيخ أسامة بن لادن، إصدار "منبر التوحيد والجهاد"، واصلها محاضرة للشيخ بعنوان "النفير".
[31] قال الشيخ أسامة: (فعندما دخل الأميركان في محرم في أول سنة 1411 هجرياً... وصدرت للأسف فتاوى، دولة ودول الخليج ساهمت في الضغط على هؤلاء العلماء لإصدار مثل هذه الفتاوى التي زعموا لهم أنها مؤقتة، وقد حدثنا من نثق به من هؤلاء العلماء، أمثال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في مجلسه وفي بيته، قال؛ "نحن لم نصدر فتوى، وإنما بعد أن أدخلت الدولة الأميركان جمعونا وقالوا؛ لابد أن تصدروا فتوى، وإلا فإن الشباب سوف يقاتلون هذه القوات الأميركية"!! وتحدثت معه طويلاً في وجوب إصدار فتوى بإخراجهم من هيئة كبار العلماء، فقال لي بوضوح - يشهد الله الذي لا إله إلا هو - قال؛ "يا أسامة! ليس من حقنا في هيئة كبار العلماء أن نصدِّر فتوى من عند أنفسنا، وإنما إذا أحيلت إلينا من المقام السامي – على حد تعبيره - نحن نصدر فيها"، فهذا حالنا للأسف الشديد) من مقابلة مع قناة الجزيرة (1420) هـ.
[32] توجيهات منهجية (2)، للشيخ أسامة بن لادن، إصدار "منبر التوحيد والجهاد"، واصلها محاضرة للشيخ بعنوان "النفير".
[33] كتاب "الولاء والبراء؛ عقيدة منقولة وواقع مفقود"، للشيخ ايمن الظواهري.[/RIGHT]